قال الله تعالى : "( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ مِن أَزوَاجِكُم وَأَولَادِكُم عَدُوَّاً لَكُم فَاحذَرُوهُهم )"
روي الشيخ ( عبد الحميد كشك ) ـ رحمه الله ـ قصة في إحدى خطبه موجزها :
أن رجلا من الأثرياء لما مات أبوه ضم أمه إليه ، فكانت عنده ينفق عليها ويرعاها ... وتزوج هذا الإبن بزوجة لا تحب إلا نفسها ، ولا تبقي إلا مصلحتها .
فكانت تضيق ذرعا بأم زوجها ، تسئ عشرتها وتؤذيها بلسانها وأفعالها ، وشاءت إرادة الله أن تصاب الأم بحالة جنون ، فضاقت الأرض على الزوجة ولم تطق على وجودها فقالت لزوجها :
أنت مخيَّر بين أمرين ... إما أن تختار أمك ... وإما أن تختارني .
وحاول الزوج إقناع زوجته بالصبر والرضا .... ولكن دون جدوى ، وفكر الزوج وقدَّر .... الزوجة أم الأم ؟
وأخيراً هوى بعد أن اتبع الهوى ، سولت له نفسه الخبيثة ، وهداه شيطانه وفكر في التخلص من أمه .
وفي ليلة مظلمة شاتية أخذ والدته وألقى بها من سطح البيت ، فهوت الأم على الأرض تلفظ أنفاسها الأخيرة لتلحق بربها تشكو إليه ظلم العباد .
وكالعادة أقام لها الإبن سرداقا كبيرا لتلقي العزاء ولم يدر أن عدالة الله له بالمرصاد .
مرت الأيام وظن الإبن أنه في مأمن من الله وبأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين .
أصيب الإبن العاق ( بالجنون ) نفس مرض الأم سبحان الله ، وضاقت زوجته به كما ضاقت بأمه من قبل .... وفي ليلة مظلمة شاتية .... صعد الإبن على سطح البيت وألقى بنفسه من نفس المكان .... فسقط على الأرض يلفظ أنفاسه الأخيرة ليلقى ربه بما كسبت يداه .... والجزاء من جنس العمل .
وتطوى صفحة سوداء في سماء بيت أقيم على الظلم لتبقى عظته يرن صداها في وجدان كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .[/align]